2008/06/29

سَتَهِيْمُ عِنْدَ نِهَايَةِ التَّارِيْخِ..!


هَزَجَتْ أَحايينٌ تَراءتْ

عِندَمَا لاحَتْ قِبَابُ العُمْرِ ..

في وَقْتِ الصُدفْ ..

وترنَّمتْ ..

وتبرَّجَ الصَّمْتُ العَتيقُ.!

ولَمْ يَكدْ ..

يستنزفُ المَاضِي الذي ..

لثمَ الهَدَفْ..

***

أخْشَى مِنَ الوأدِ الحَديثِ..!!

وأغرِفُ الأَمَلَ البَصِيصْ..

عَلَّ السَّحَابةَ

إن رأتني مُطرِقاً

تجترُّ ثِقْلَ عَبَاءَةِ المَطَرِ القَديمِ

وتَشْحَذُ الشَّرْخَ الرَّخِيْصْ..!

***

سَأظلُ أحْتَرِفُُ الضِّيَاءَ..

وأطْعَنُ الشَّفَقَ الأخِيْرْ ..!

وتَظَلُّ تَسْتَجْدِي الحِكاياتِ

التي ارتُكِبَتْ ..

على جَسَدِ الحَياةِ ..

وتَعْزِفُ النَّزْفَ الغَزِيرْ..

***

يامَنْ تَجَشَّمتَ الحَيَاةَ ..

على رَصِيْفِ

العُمْرِ فِي زَمَنِ التُّخُوْمْ..!!

سَتَذُوبُ أَحْلامُ الطُفُوْلَةِ

في زَمَانِ الذَّنْبِ

إنْ بَصَقَتْكَ أورِدَةُ الجُسُوْمْ..!

***

سَتَهِيْمُ عِنْدَ نِهَايَةِ التَّارِيْخِ..!

في عَصْرِ النِّهَايَاتِ ..

التِي ...(انْقَطَعَ الكَلامْ .!!)

وتَظَلُّ تَعْتَصِرُ الحَيَاةَ ..!

وَتَسْكُبُ الأحْلامَ..

في كَأسِ المَنَامْ..!

***

سَتَغُورُ مِثْلَ جَزِيْرَةِ الأَحْلامِ..

فِيْ بَحْرٍ تَفَاءَلَ

بالحقيقةِ فِي وَبَاءْ..!!

أو مِثْلَ مَنْ عَشِقَ السَّرَابَ..

وَرَاحَ يَبْحَثُ عَنْ رَفِيْفِ العُمْرِ

فِيْ ( حَاءٍ ) و( بَاءْ ) ..!

...

2008/06/22

ولا أستطيعُ ولا الانفِجارْ ..!!





ولا أستطيعُ ولا الانفِجارْ..!!

أماردَ حُزنِي وهمِّي..

لماذا الضياعُ على أرضِ نفسِي؟!

لماذا الهُمومُ ؟!

لماذا الغُمومُ ؟!

لماذا أُسامُ ويُغتالُ حسِّي ؟!

وأُدفَنُ فوقَ القُبُورِ على تُربِ رمسِي ؟!

ولا أستطيعُ ولا الانفِجارْ..!!

***

وأُطعنُ في حينِ غرِّةْ ..!!

ويُشتلُ في ضيعتي من هُمُومِ الحياةِ..

صُنُوفٌ وصِنوٌ وتُسقى بِسُمٍّ..

فما عُدتُ أقوى..

ولا صوتَ فورةْ.!!

ولا أستطيعُ ولا الانفِجارْ..!!

***

وأرحلُ عندَ المماتِ إلى أرضِ حُزنِي..

يشيخُ المماتُ على جانبيها..!

وتُوأدُ في ساقييها الحياةُ..!

فينهالُ شجْني..

ولا أستطيعُ ولا الانفِجارْ..!!

***

أمالكَ همِّي ألا إنَّ شأوي قصيرٌ ..

ودمعِي على كُلِّ حرفٍ يفيضُ..

ولا يستدير المآل ولا الحالُ..!

فهل عند موتي يزولُ؟

وهل يستديرْ؟

ولا أستطيعُ ولا الانفِجارْ..!!

***

حبيبةَ قلبي ألا تترُكيني ..

فلستُ إلى الحُبِّ أقوى الحراكَ..

ولستُ أطيقُ احتمال العذاب..

ألا تسمعيني ؟!

فهل تترُكيني ؟

ولا أستطيعُ ولا الانفِجارْ..!!

***

أنا ضائِعٌ..!

وفي مِعصميَّ يدورُ الزمانْ..

وفي كفِّ يُسرايَ بعضُ الخريطة..

تُضِلُّ الجهاتِ فيبكي الطريقُ..

وأخشى على النفسِ جورَ الأمانْ..

ولا أستطيعُ ولا الانفِجارْ..!!

***

طريقانِ لن يُزهِرا في الحياة:

طريقٌ تُخيِّمُ فيه الهُمُومُ..

وآخرُ مِثلي ..سيُسقى بغمٍّ

فيورِقُ فيه المماتْ

ولا أستطيعُ ولا الانفِجارْ..!!
...

انبُذوني ..!





انبُذوني ..!

كنتُ صنديدَ بطالةْ.!!

أتخمُ الشارعَ مشياً في سراديبِ الضياعْ..

أو متاهاتِ الضلالةْ..!

ذلكَ الرثُّ أنا ..

مزق الظلَّام - وحشيَّاً - خيالَه ..!

يا إلهي صاحبَ الشأنِ الرفيعِ ..

مُنبتَ الأفلاكِ.. موفورَ الجلالةْ..

لا سِواكَ اليومَ علاّم بِحَالي ..

ارفعِ الكربَ إذا الأحلاكُ ناخَت ..

فوقَ صدري..

وانزوى سرجُ حياتي ..

فتحاملتُ نِبالهْ..!!

في رِياحي ..

مُطلخِمَّاتٌ تُغيثُ الجدبَ حزناً ..

أبدياً عندها تُنبت حزناً ..

يُظهر الغُصنُ هُزالهْ..!

اتركوني..

قد نزفتُ الشِّعرَ قيحاً ..

منتنَ المنظرِ , مغلوثاً , فريداً ..

مستحِثَّاتٍ رحالَهْ..

القلبُ الضعيفُ..!!



آهٍ على قلبي الضعيفْ..!

لا يستطيعُ تحمُّلَ الآلامِ والأورامِ

والشبحِ المخيفْ..!

في هُوَّةِ الأحزانِ يهوي

من على جبلٍ مُنِيفْ..!

قد هالَهُ وجهٌ منَ الأحزانِ

مرسومٌ على شفةِ الحتوفْ..

لايهتويهِ تذبذبُ الأقراطِ

أو ميلُ الغواني أو مقارعةُ الشنوفْ..

بل إن مجدافَ الفؤادِ

عليه نحتٌ خالدٌ

من عند أمزجةِ الصروفْ..

نَحَتت على مِجدافه صدعَ الزمانِ

فدمعُهُ عَسِفٌ على مجرى الحروفْ..

رمحٌ شراعيٌّ يُخَطِّطُ مُهجتي نحو الهلاكِ

كأنني أجري على شَطِّ التُنُوف

الموتُ يهزأ ضاحكاً

وقُوايَ قد خارتْ على

أرضٍ لها شأو مخوفْ..

من يحتويني عندهُ

فأكون ممتناً لقلبٍ

قد حَثا قلباً سخيفْ..

هيا إليَّ فشمسُ نفسي قد نأت

ولساعةُ الإظلامِ أعتمُ من كُسُوفْ..!!

أَلسْتِ قطعتِ لنا الموعِدا ؟!



أَلسْتِ قطعتِ لنا الموعِدا ؟!
ألستِ مَدَدْتِ عليَّ اليدا ؟!

وأطمعتِنِي في وِصالِ الحياةِ
وكانَ الوِصالُ لنا الأَبعَدا

وهدَّمتِ في الحُلمِ سورَ الرجاءِ
فماتَتْ زُهُورٌ , وغاضَ الندى

وقد كانَ وعدُكِ عذبَ الصنيعِ
فأصبحَ من غدرِها أرمَدَا

ولكنَّ قلبِي طهُورُ الخُفُوقِ
فيمنعُني القلبُ أن أحقِدا

ويمنعُني القلبُ خونَ الوصالِ
ويُطمِعُنِي في وصالٍ غدا

يُعيدُ الفؤادُ جميلَ الوِصالِ
فيشدُوا على حرفِهِ سرمدا

يُنوِّرُ طيفُكِ أرجاءَهُ
مَعَ الهجرِ أو عِندَ بلِّ الصدا

لكِ الحُبُّ مهما تنادى الجفاءُ
وأثخَنَ فِيَّ سِهامَ العدا

فلولاكِ لمْ أبتهِجْ ساعةً
ولمْ يعشقِ الفرقدُ الفرقدا

الأفْقُ الحالِكُ...



مازالَ دربي مُظلمٌ ..

قد دُقَّ ناقوسُ السَّفَرْ..

أترى المسافِرُ حين سافَرَ للفضاءِ قد انتصرْ؟!!

أم أنه قطع الطريقَ..

فغادرت أرواحُهُ نحو السماءِ فلا ظفرْ..؟

أم أنه حَفَرَ الطريقَ فليس تمنعُهُ السباعُ..

وليس يمنعهُ الحَجَرْ..؟

مازلتُ أنحتُ بسمتي قبلَ الرحيلْ..

ما زلتُ أبسِمُ كالمطرْ..

الأرضُ خُمصى كيفَ يعشقها الهُطُولُ..؟

و كيف يُشْرِقُهَا القمرْ؟

لم لا أكونُ كما تكونُ سَحَابةٌ..

حُبلى فتدفعُها الرياحُ إلى مقرّ..

لم يُثْنها خوفُ المصيرِ ولنْ ترى..

في وجهها تجعيدةً رُسمت بأقلامِ القَدَرْ..

آخِ المصائبَ إنها عَصَبُ الحياةِ..

وإنها شَبِثُ الغريقِ..

وإنَّ مِنها المنتظرْ..

الحُبُّ الأصيلُ ...




حبيبةَ قلبي وزهرَ المسيلِ
تعالي إلى شوقِ ظلٍّ ظليلْ

تعالَي لنفرحَ في كُلِّ شيءٍ
ونهزّأ مِن كُلِّ خطبٍ جليلْ

لنرسُمَ قلباً بحُبٍّ يُغنِّي
ونرسُمَ حُبَّاً بقلبٍ جميلْ

فما زلتُ أطربُ في كُلِّ حينٍ
إذا رَقَصَ الزهرُ فوقَ الأصيلْ

وما زلتُ أهذي بِحُبٍّ جميلٍ
وأبني قُصُوراً على المُستحيلْ

وأبني قِلاعاً من الأُمنياتِ
وأهدِمُ رُكناً وسورَ الرحيلْ

وأبني ضريحَ الفراق وأبني
بُرُوجاً مشيَّدةً كالنخيلْ

فما زلتِ كالماء عذبَ النميرِ
وما زلتِ كالغيثِ عذبَ الهُطُولْ

فيا ليت عُمري على راحتي
فأردِفَ عُمْري بعُمرٍ طويلْ

ويا ليتَ مائِي طويلَ الرُكُودِ
كما دارَ عذباً بِبَطنِ المسيلْ

تعالَي فرُوحي تملُّ النَّزِيفَ
وتعشقُ قبلَ المماتِ الذليلْ

أحِبُّكِ يا وردَةَ الخافِقَيْنِ
وأعشَقُ من وردتِي كُلَّ قيلْ

تعالي ففي جَعبتِي قصَّةٌ
سأرويكِ من مجدِها كالرسولْ

تعالي فحُبُّكِ يا جنَّتي
أسمِّيهِ للحيِّ "حُبَّاً أصيلْ






أيكذِبُ السَّحَرْ؟!!




أيكذِبُ السَّحَرْ؟!!


أفي انفلاقِ فَجرِنا أُكذوبَةُ السَّحَرْ؟!!

أيكذبُ السَّحَرْ؟!!

كأنه حَبِيْبَةٌ بِمَبْسِمٍ غَدِرْ..

كأنه الأحْلامُ إنْ تَوقَّفَ الزَّمَانْ..

كأنه المَطَرْ!!

سَحَابُهُ يَسْتَاقُ مِنْ سُفُوحِهِ الجِبَالَ..

فَتَنْتَشِي الأوراقُ ..

وتَعْطَشُ الزُّهُوْرُ ..

وتبْهَجُ الغُرَرْ..

ولا ترى المَطَرْ..!

كأنه القَمَرْ..

هِلالُهُ كأنه تبسُّمُ السماءِ..

يداعبُ النجومْ..

ويُسعِد المساءَ..

ولا له ضياءَ..!!

ولا له أثرْ..!!


كأنَّه أُهْزُوْجَةُ الخَيَالْ..

على شِفَاهِهِ.. تُمَزَّقُ الصُّوَرْ..

فَتُوْأدُ الأهْزَاجُ.. ويُبْتَرُ الوَتَرْ.!


أهكذا السَّحَرْ؟!!

أأرسُمُ قلبَكِ المشطُورَ..؟!!




أأرسُمُ قلبَكِ المشطُورَ..

في زمنٍ بلا لونٍ..

وقد ضيَّعتِ ألواني؟!!


منارةُ حُبِّنا شاختْ ..

وشرقُ البُرجِ أعمدةٌ ..

مهدَّمةٌ كأركاني..


وقد صُبِغتْ بلونٍ أحمرٍ كَدِرٍ ..

كلونِ فؤاديَ القاني..


تُخمِّشُهُ يدُ الذِّكرى..

كثكلى عافها التاريخُ ..

تنشُرُ ثوبَ أكفانِ..


وكم شاهدتُ مقبرتي..

عليها الروحُ تطوافٌ..

يُعلِّقُها فمُ الأشجانِ .

كمْ أبكى وأبكاني..


وأسبحُ في سماواتٍ..

مفتَّقةٍ..لها في الشّقِّ أشرعةٌ..

مُهدَّلةٌ .. لها لونٌ يُذكِّرُني..

بلونِ عِطاشِ أغصاني..


وفي زَمَنٍ مَضى كالحُلمِ..

قد عانقتُ أنفاسي..

وفيه عرفتُ خارطتي وأوطاني..


لقدَ شادتْ خَيالاتي..

وكُنتُ على بروجِ الحُبِّ..

ألقاها وتلقاني..


أنا كَلِفٌ بلا زمنٍ بلا وجهٍ

وفي وطنٍ بلا أرضٍ

وأنتِ ضياعُ عُنواني

...


أُتركوهُم ..يعشَقُونْ..




إيهِ عُشَّاقَ الأَلمْ

صحِّحُوا وجهَ الندمْ

وارفعوهم للقِمَمْ

واجعلوهم مثلما شاءَ الهَوى

يَعشَقونْ..

***

ضخِّموا أحلامهمْ

وارفعوا أسوارهُمْ

كَلِّلُوا أيَّامهمْ

قُبَّةَ الأزهارِ واستجدُوا الجَوَى

تسلمونْ..

***

لا تكونوا عِندهمْ

لا تبوحُوا سِرَّهُمْ

لا تسُبُّوا حُبَّهمْ

أبعِدُوهم عن مناجاةِ النَّوى

يَغرقُونْ..
.
.
.
أُتركوهُم ..يعشَقُونْ..


ليتني طِفْلٌ صَغير..



ليتني طِفْلٌ صَغير..

ليتني طفل صغير..

ليتني طفل وهمِّي لُعبَتي

يُغرقُ الألعابَ تهطالُ اللُّعابْ..

ليتني طفلٌ سعيدٌ ضَحِكٌ

لا أرى عندي قواميسَ العذابْ..

ليس في قاموسِ رأسي ذِلَّةٌ

ليس في قاموسِ رأسي من حِجابْ..

***

ليتني طفلٌ سعيدْ..

أُخجِلُ الشَّمسَ بضحكي عندما

يبسِمُ الثَّغرُ فثغري من عبيرْ..

كالفراشاتِ أغنِّي كالفراشاتِ أطيرْ

في صِياحيْ تُزهرُ الأرضُ قُصُورْ..

تعجبُ الأزهارُ مني إنني

سيِّدُ الأرضِ وإنِّي كالأميرْ..

***

ليتني طِفلٌ جميلْ..

تُظلِمُ الأرضُ أمامي عندما

ينزلُ الدَّمعُ فدمعِي لا ثمنْ..

لو تقنَّعتُ دُمُوعِي إنَّني

أُحزِنُ الأرضَ فدمعِي من شَجَنْ..

ليتَ أيَّامي تعودْ..

ليتَ أحلامي تَسُودْ..

ليتني طِفْلٌ صَغير..

ليتني طِفْلٌ صَغير..


سُــــــهَــــــــادُ الامتحاناتِ...



وكمْ يتعبونَ ..

وكمْ يجهدونْ..!

وكمْ يسهرونْ..

وفيهم وفي حُضنهم (ملزمة)..

وكلتا يديهم دماءُ الحبورِ..

يذاكرْ ..

وفي جفنهِ تمتمةْ..

وفي عينِهِ من دروب السطور ..

تنادي دُيونُ الرقادْ..

وفي صوته حشرجاتُ السنين..

ولكنْ سُـــــــهَـــــــــــادٌ..

سُهَادٌ ... سُهَادٌ

دَمْعُ القُفُول...




قدْ أنزِفُ العَبَراتِ يوماً عندما

يقِفُ الصَّهيلْ..

كَيْ أستجيرْ..

والصَّمتُ في عُمقِي تردَّد راكِضاً

نحوي يقولْ:

ما أضعَفكْ؟!

صَوتِي يُزمجِرُ مَسْمَعكْ..

هذِي دُرُوبُ المُستحيلْ..

وشُعَاعُهُ الحرَّاقُ يكوِي مبسِمِي يومَ الرَّحيلْ..

والهالةُ السوداءُ في كَنَفِي تدُورْ..

دوماً تدُورْ..

ورَسَوْلَها بِئس الرَّسُوْلْ..!

بِجَوانِحِي دوماً عَثُوْرْ؟!!

وغُيُومُ أجفانِي تسِيْلْ..

كَيْ تملأَ السَّاقِي على وادِي القُفُوْلْ..

ذاكَ القُفُوْلْ..

الحُبُّ المُضنِي.!!






ابنةُ الزَّرَجُونِ تطبيبُ الجوى
يا حبيبي ذاكَ من فِعلِ الهوى

ابنةُ الزَّرَجُونِ في فيها أرى
ذلك الثغرَ أهازيجَ الدوا

يا فؤاداً ليس يهدا خفقُهُ
ذلك الحُبُّ أفانينُ النوى

أنتَ قنديلُ فؤادي عندما
رفرفَ الحُبُّ على ذاك اللِوى

أرمُقُ الحُبَّ بعينَيْ مُسهدٍ
عندما الصبحُ توارى وارعوى

ذَهَبَ الهَجْعُ حزيناً باكياً
وانزوى خلف فؤادي وانطوى

وإذا القلبُ -على وحدته-
كلما طاف به الحُبُّ استوى

ونضا الوجدُ بجسمي تائها
ينشد الصفو نميراً فثوى

يا قفارَ الوجد من أين الصفا؟
أنحل الحُبُّ جُسُومي فقوى

سَلَبَ الحبُّ فُؤادي بُرهةً
فاستوى الوجدُ ومصباحي ذوى

ذلك الحُبُّ ضياعٌ مُعلنٌ
تختفي فيه المعاني والصُوى

وأنا ليلي طويل حالِكٌ
صامتُ الجوِّ وذِئْبي ما عَوَى

كم تقلَّبتُ على ساعاته
اسكبُ الوقتَ بقلبٍ ما روى

ذلك الحُبُّ إذا القلب اهتدى
قد عرفناهُ غويّاً فغوى

أيها الغاوي فؤادي كَلِفٌ
قد حوى الوجْدُ فؤادي ماحوى




ـــــــــــــــــــــــــــــ
ابنة الزَّرَجون / أي: الخمر أو النبع في الجبل.
نضا/أي: مضى
قوى / أي:أقفر
الصُوى/أي: العلامات في الطريق.

أََنَاْ مَنْ أَنَاْ.. أَنَاْ مَنْ أَكُوْنْ ؟!!



أََنَاْ مَنْ أَنَاْ..

أَنَاْ مَنْ أَكُوْنْ ؟!!

أنا قِطْعَةُ الأحزَانِ يَمْضَغُها السُكُونْ..

أَنَاْ قُبَّةُ الآلامِ مِحرابِيْ تَطُوفُ بِهِ المنُونْ..

أَناْ كُلُّ شَيْءٍ فِي الحَيَاةِ مُعَذَّبٌ..

أنَاْ دَمْعَةُ الحَزْنَى الجَرِيْحْ..

أَنَاْ صَرْخَةُ الثَكْلَى الصَّرِيْحْ..

أَنَاْ فَجْعَةُ البِنْتِ الصَغِيْرَةِ ..

إِذْ تَمُوْتُ عَلَى الصُّرُوْحْ...

وَأَنَا الغُرُوْبُ المُسْتَبِدُّ عَلَى النَّهَارْ..

وَأَنَا الشُّحُوْبُ.. وَكُلُّ نَارْ...

هّذَا أَنَاْ ...

أَهْوَىْ مُعَانَقَةَ الحُصُوْنْ ...

كَيْ أَسْتَقِرَّ بِقَعْرِهَاْ الجَاْثِيْ عَلَىْ عَتَبِ السُنُوْنْ...

حِكَمُ الحياةِ وامثَالُها ...





هذي الحياةُ لِمن قد عَقَل
تروحُ وتغدوا كهذا المَثَلْ

فكم عاثرٍ لامستهُ الحياةُ
فأومضَ دهراً إلى أن أفلْ

وكم من طبيبٍ نبا حظُّهُ
فَصادَمَهُ الموتُ حتى رَحَلْ

وكم من تقِيٍّ دعا ربَّهُ
فما غّرَّبَ الكفَّ حتى قُبِلْ

وكم مالكٍ ضَمَّ شطْرَ الحياة
فأنساهُ طَعْمَ الحياةِ الأجَلْ

وكم من فقيرٍ رمتْهُ الدهورُ
فأورقَ ثم اعتراه البَخَلْ

وكم من حبيبٍ سما حبُّهُ
فهُجِّرَ حتّى شكا أو غَزَلْ

وكم من صحيحٍ قويّ القوى
فخُرِّمَ منذ انهمار العِللْ

وكم صاحبٍ باعَ أصحابَهُ
فَسِيْمَ فأنقذهُ من رحلْ

وكم من مثالٍ تضُمُّ الحياةُ
لمن حرَّك اللُبَّ حتى عَقَلْ





اللحنُ التـــائِه....





اللحنُ والمجدُ:


أيها اللحنُ لماذا أنتَ تائِهْ؟
أنتَ مِنْ كوكب لحني سرُّ مائِهْ
أنتَ أرضُ اللحن عندي وسمائهْ
كيفَ أحببتَ فراقي وضياعَكَْ؟!
أنتَ تعلمْ

***

أيها المجدُ وقوفاً أنتَ تسمعْ
ما جرى بيني وبين اللحنِ فاشفعْ
أنتَ مثلي غائرُ العينِ وبَلْقَعْ
قد فقدتَ العِزَّ يوماً فمرضتا
أنت تعلمْ

***

لمْ يُجبني المجدُ قد طالَ السكوتُ
هل سؤاليْ مثلماْ يلقاكَ حوتُ
أو جوابيْ دائماً داءٌ صَمُوتُ
كانَ في نفسيَ شيءٌ لا يريبُ
أنت تعلمْ

***

أيها اللحنُ تكلّمْ لا تخوننْ
إنَّما الكاتمُ سراً قد يموتنْ
أنتَ في فِعلك هذا لا تصُوننْ
أمِنَ الحكمةِ صَمْتٌ مثلُ صمتِكْ؟
أنتَ تعلمْ

***
هلْ ضياعُ اللحنِ تيهٌ لا يعودُ ؟
راكبٌ بابَ ضياعٍ لا يحيدُ
أو تُرى عِزٌّ دلالٌ قد يَسُودُ
قد جهلتُ حِكمةَ الألحانِِ ِيوماً
أنت تعلمْ

***

يرقُصُ اللحنُ إذا العودُ يغني
قدْ يتيهُ اللحنُ يوماً وهوَ مِنّي
قدْ عزفتُ اللحنَ عنديْ وهوَ لحْني
كيفَ لا يسمعُ مني حينَ أدعو؟!!
أنت تعلمْ

***

أيها اللحنُ سؤالي من سُكُوتِكْ
هل ضياعُ اللحنِ من أصلِ صفاتِكْ؟
أو ضياعُ اللحنِ صنوانُ حياتِكْ
يا صديقي لا تدَََعني ...مَنْ يُجِبْنِيْ؟
أنتَ تعلمْ

***

إنْ يَكُ الصمتُ جوابَ السائلينا
فجوابي في لياليكَ سُُُكُونا
ليت شِعري أجوابُ الساكنينا
كيفَ لي فهمُ جَوَابِي وجَوَابِي؟!!
أنتَ تعلمْ

***

العُودُ:

أيها العودُ سؤالاً يا طروبُ
قد تركتُ اللحنَ فاللحنُ غضُوبُ
ما لِلحنِ اليوم سمّاعٌ قشيبُ؟!
قد سألتُ العودَ حالاً وسُؤالي
أنتَ تعلمْ

***

قال: يا هذا جوابي لك رُوْحُ
حوله ألفُ صياحٍ وصياحُ
إن يكن لللحنِ آذانٌ تلوحُ
فالذي يفعلُ فرضٌ ووجوبُ
أنتَ تعلمْ

***

إن يكُ الصوتُ زئيراً في المغارةْ
فالصدى الراجعُ منهُ , لا زئيرهْ
هل للحنِ اليوم صوتٌ وعُصارةْ؟
لا للحنِ اليومِ أصواتٌ تدورُ
أنتَ تعلمْ

***

أيها العودُ سلامي لك واصلْ
يا صديقي لستُ مِنْ بعدِكَ ذاهلْ
قد رَسَا العلمُ بعقلي لستُ جاهلْ
كلما هامَ سؤالي لستُ أنسى
أنتَ تعلمْ

***

قد طلبتُ العذرَ واللحنُ حبيبُ
فأنا السفاحُ واللحنُ ضريبُ
ما للحني اليوم مكرورٌ رتيبُ؟!
كيف صارَ اللحنُ ميتاً وجريحا؟!
أنتَ تعلمْ

***


عندما أعزفُ حزني أتعذبْ
كلُّ لحنٍ طارَ حتماً يتغيْهبْ
كل مَعزوفٍ بموتٍ يتجوربْ
كيف لي عزفٌ حزينٌ لا يضيرُ؟
أنتَ تعلمْ

في المقبرة:


أيها اللحنُ دُمُوعي في المحاجرْ
لستُ مِمَّنْ يطلبُ الدَّمعَ يُجاهرْ
لستُ بالحُزنِ على اللحنٍ أتاجرْ
بلْ مريرٌ ما أراهُ نحوَ لحني
أنتَ تعلمْ

***


نَمْ وحيداً بينَ أنغامِ القبورِ
أنتَ تذكارٌ جميلٌ لكبيرِ
أنت عذبٌ تحتَ أحلامِ القشورِ
نمْ هنيئاً يا صديقي لا تخافْ
أنتَ تعلمْ

شتاتٌ:


سائلِ الصُّبحَ حزيناً في انفلاقِ
واسألِ الشمسَ دموعٌ في مآقي
واسألِ القاتِلَ أعقابَ الفراقِ
قد يُجِبْكَ الصمتُ يوماً وتأوبُ
أنتَ تعلمْ

2008/06/21

حزنٌ ...فتفاؤلٌ...

















قالوا: غريبٌ أنتَ لا تتكلّمُ؟!!
قلتُ: اللغاتُ بمُهجتي تتكلَّمُ

قالوا: سقيمٌ أنتَ وجهُكَ شاحبٌ
والحزنُ فيكَ علامةٌ لا تُكتمُ

قالوا: عليلٌ أنتَ قُلتُ لهم : نعم
الليلُ يشهدُ والكواكبُ أعلمُ

فعجبتُ من ألمِ السؤالِ وصِدقِهِ
فالوجهُ فضَّاحٌ ولا يتكتَّمُ

والوجهُ يُظهرُ ماخَبَتهُ صُدُورُنا
وينوبُها بالفُصحِ لايتكلَّمُ

قالوا: ابتسم..الحزنُ لا يشفيكَ من
ألمِ الحياة ووجهها المتحطمُ

والحُزنُ لمْ يُرجع سعادة واجمٍ
قد رامها , ولحُبِّها يتوسَّمُ

هل أبتسم؟! والقلبُ من حُزنٍ يُقطـ
ـطِعُ نفسَهُ فيهِ , وخفقٌ يهدمُ!!

عَمْرِي لإنِّي إنْ فعلتُ لخائنٌ
ألمَ القلوبِ وهمُّها المتحكِّمُ

لكنْ تجشَّمتُ الكلامَ لأنكم
للعُذر جارٌ, والتفاهةُ تُلجمُ

أفبالتبسُّمِ قد أردُّ تجهُّماً؟!!
كذبوا, فتلكَ مقولةٌ تُتَوهَّمُ

رُوحُوا, وغادرتُ الكآبةَ عندهم
ومشيتُ نحو خميلةٍ كي أحلَمُ

فَتَأمَّلت عينايَ زهرةَ واحةٍ
ورديَّةٍ مِنْ حُسنِها تتبسَّمُ

فعقدتُ أطرافَ الحواجِبِ عندها
والدمعُ فيَّاضٌ بعيني يسجُمُ

والخدُّ مثلُ الروضِ ريَّانُ الرُبى
يرويهِ إلثَاثُ الدموعِ المُفعمُ

فتركتُها والدمعُ يلعبُ عابثاً
بمنازلِ الأجفانِ , حقَّاً يؤلمُ

سبحانَ من خلقَ التناقُضَ في الحيا
ةِ , يكونُ مقصدُها لمنْ يتفهَّمُ

حُزنٌ عميقٌ ثم شمسُ سَعَادةٍ
حُبٌّ, وكُرهُ حاقدٌ يتضخَّمُ

واستثنِ مَنْ جَعَلَ الوثُوقَ طَريقهُ
نحو الإلهِ فخيرهُ يتقدَّمُ

و اسعى وكُنْ مثلَ الحياةِ جميلةً
فالزهرُ يعبقُ إن قطفتَ ويحلُمُ

كُنْ كالوُرودِ قدِ اعتبقنَ بموردٍ
متبسِّماتٍ نفسُها لاتسأمُ

وأَعِدَّ للترحالِ نحو سعادةٍ
ظهرَ التفاؤلِ لايريبُكَ مُبهمُ

واحفظ وصِيَّةَ شاعرٍ مُتألِّمٍ
خاطَ َ الحياةَ كأنَّما هُوَ مُلهَمُ