2008/06/21

حزنٌ ...فتفاؤلٌ...

















قالوا: غريبٌ أنتَ لا تتكلّمُ؟!!
قلتُ: اللغاتُ بمُهجتي تتكلَّمُ

قالوا: سقيمٌ أنتَ وجهُكَ شاحبٌ
والحزنُ فيكَ علامةٌ لا تُكتمُ

قالوا: عليلٌ أنتَ قُلتُ لهم : نعم
الليلُ يشهدُ والكواكبُ أعلمُ

فعجبتُ من ألمِ السؤالِ وصِدقِهِ
فالوجهُ فضَّاحٌ ولا يتكتَّمُ

والوجهُ يُظهرُ ماخَبَتهُ صُدُورُنا
وينوبُها بالفُصحِ لايتكلَّمُ

قالوا: ابتسم..الحزنُ لا يشفيكَ من
ألمِ الحياة ووجهها المتحطمُ

والحُزنُ لمْ يُرجع سعادة واجمٍ
قد رامها , ولحُبِّها يتوسَّمُ

هل أبتسم؟! والقلبُ من حُزنٍ يُقطـ
ـطِعُ نفسَهُ فيهِ , وخفقٌ يهدمُ!!

عَمْرِي لإنِّي إنْ فعلتُ لخائنٌ
ألمَ القلوبِ وهمُّها المتحكِّمُ

لكنْ تجشَّمتُ الكلامَ لأنكم
للعُذر جارٌ, والتفاهةُ تُلجمُ

أفبالتبسُّمِ قد أردُّ تجهُّماً؟!!
كذبوا, فتلكَ مقولةٌ تُتَوهَّمُ

رُوحُوا, وغادرتُ الكآبةَ عندهم
ومشيتُ نحو خميلةٍ كي أحلَمُ

فَتَأمَّلت عينايَ زهرةَ واحةٍ
ورديَّةٍ مِنْ حُسنِها تتبسَّمُ

فعقدتُ أطرافَ الحواجِبِ عندها
والدمعُ فيَّاضٌ بعيني يسجُمُ

والخدُّ مثلُ الروضِ ريَّانُ الرُبى
يرويهِ إلثَاثُ الدموعِ المُفعمُ

فتركتُها والدمعُ يلعبُ عابثاً
بمنازلِ الأجفانِ , حقَّاً يؤلمُ

سبحانَ من خلقَ التناقُضَ في الحيا
ةِ , يكونُ مقصدُها لمنْ يتفهَّمُ

حُزنٌ عميقٌ ثم شمسُ سَعَادةٍ
حُبٌّ, وكُرهُ حاقدٌ يتضخَّمُ

واستثنِ مَنْ جَعَلَ الوثُوقَ طَريقهُ
نحو الإلهِ فخيرهُ يتقدَّمُ

و اسعى وكُنْ مثلَ الحياةِ جميلةً
فالزهرُ يعبقُ إن قطفتَ ويحلُمُ

كُنْ كالوُرودِ قدِ اعتبقنَ بموردٍ
متبسِّماتٍ نفسُها لاتسأمُ

وأَعِدَّ للترحالِ نحو سعادةٍ
ظهرَ التفاؤلِ لايريبُكَ مُبهمُ

واحفظ وصِيَّةَ شاعرٍ مُتألِّمٍ
خاطَ َ الحياةَ كأنَّما هُوَ مُلهَمُ

ليست هناك تعليقات: